الأحد، 26 أبريل 2009

قصيدة الشاعر السوري وليد قنباز1968باتنة الجزائر

Timguelline Salah-Eddine.Prof:HIS/GEO
يا قبر رفقا
قصيدة قيلت في رثاء المرحوم الشيخ أحمد السرحاني يوم وفاته و ألقيت على قبره للأستاذ الشاعر : وليد قنباز
ورد النعـــي فهـــاج لــي أشجـــاني *** و نعـــــى بغم أحمد السرحــــــاني
بالأمـــــــــس كان النجم في أجوائنا *** واليوم غـــار و بات في الأكفــــان
أين التقى و العلـــم فــي خطراتـــــه *** أين الــــهدى و ذؤابــــة الأيمــــان
أين الصــــفاء و أيــن من بـحياتــــه *** عبــر تســـامت عن بديـــع بيــــان
أيــن الحنــان و أين صحبـــة احمــد *** أين الصــــديق لمـــعشر الشبــــان
قلـــب كبيـــر و الجميـــع رفـــاقـــه *** لا يــزدهي تيــــها على الأقــــران
لا آمـــــــــــــــــر متغطرس لا سيد *** بل واحد من صـــــفوة الإخــــوان
قد كـــــــــان والدنا و راعينا معــــا *** بشـــــــــــــمائل تنأي عن الأدران
يسعى و يعمــــــــل صبحه و مساءه *** بعزيمـــــــــة و تجرد و تفــــــــان
حتى إذا عاث البــــلاء و لم يعــــــد *** للجســـــــم مقدرة على الكتمـــــان
طافـــت به الآلام شتى و انثنـــــــت *** تظـــــــغى بعنف في رقيق كيـــان
و الـــــــذاء زاد على الحشا أوجاعه *** وســــــــوى مع الأشجــان يلتقيــان
فغدا حليفا للمصاعب و المــــــــحن*** و العـــــزم في هزل و في نقصان
و مضى لخنشلة بحالة مدنــــــــــف*** جلد على ذا الداء و الحرمـــــــــان
شهران من عمر الزمـان تقاضيـــــا *** والضــــعف يهدم شامخ البنيـــــان
فالطب يعمل جاهدا في جسمـــــــــه *** و الدهر يسخــر من يـــد الإنســان
و إذا دنا وقت الرحيــــــل فليس في *** هذي البسيطة للبديل يســـــــــــدان
في ذمة التاريخ أمســــــى أحمــــــد *** هادي الهداة و عالم القــــــــــــرآن
كم كان جلدافي الخطوب مناضــــلا *** من دونما تعب و لا حسبـــــــــــان
يرنوا إلى الفصحى تموت وتنطفــي *** و الشعب رهن سياســــة العــدوان
والديــن يرزح تحت عبء زخارف *** و طرائف من أغرب الألــــــــوان
و الــــدرب مسدود بألـــــف سحابـة *** و الأمن يرفع ربى النسيـــــــــــان
فأتى بن باديــــس و صار مريـــــده *** و المعمعـــــات تموج في الميــدان
و استقبلتــــــه جماعة العلمــاء فــي *** أقســـــى مراحلها مــع الفتيـــــــان
و الكـــــل ثاروا ثورة مضــــــــرية *** آثـــــــــارها تبدو بكــل مكــــــــان
ردت إلى الإســــــلام جوهر أمســه *** و أعــــادت الفصحى إلى الأوطان
حملــــت إلى الدنيــا الجزائــر شعلة *** شعــــــت ذبـــالتها على الأكـــوان
و تحقــــــق النصـــر العظيم لشعبها *** مــــــــن بعد تضحيـــة و بعد تفان
و تراجــــع المستعمـــرون أذلــــــة *** و عليهــــــــم إرهاقة الخســـــران
و الشيــــخ أحمد في رحاب مناضل *** و مكافــــــح في السر و الإعـــلان
أوراس يعرف فضــــــــله و جهاده *** و نـــــــداءه سياســــة العصيــــان
يا قبـــــر رفقا بالمجــــــاهد أحمــــد *** فهـــــو المعلــــم كامل الوجـــــدان
يا رب عفـــــوك ، قد أتــــاك فقيـدنا *** فأمنحـــــه فيضا من جنـى الغفران
العيــن بعدك بالدمــــوع سخيــــــــة *** و القلــــب إثرك في لظى الأشجان
و عزاؤنا أن الحيــــــاة قصيـــــــرة *** فهنــــــاك نسعد في حمـى الرحمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق